series_vets.yoo7.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اكبر منتدى بيطرى فى الشرق الاوسط
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الموضوع: عظمة الرسول ورسالته الخالدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


المساهمات : 419
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
العمر : 31
الموقع : admin

الموضوع: عظمة الرسول ورسالته الخالدة Empty
مُساهمةموضوع: الموضوع: عظمة الرسول ورسالته الخالدة   الموضوع: عظمة الرسول ورسالته الخالدة Emptyالإثنين مارس 14, 2011 8:21 am


لقد أكرم الله البشرية جميعًا بالرسالة الخاتمة التي بعث اللهُ بها رسوله بشيرًا ونذيرًا، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فاستحقَّ بحقٍّ أن يكون رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منقذًا للبشرية، وأسوة للعالمين.

فقد جاء رسول الله محمد بمنهج شامل كامل للحياة يسعد من يعيش في ظلاله، وينعم بالراحة والأمان؛ لأنه منهج رباني يخاطب الفطرة السليمة، ويوازن بين متطلباتها الرُّوحية والجسدية، فتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كل الأمور التي واجهته بطريقة فذَّة، وبسُنَّة مطهَّرة أخرجت لنا كنوزًا هائلة من فنون التعامل، ومن آداب العلاقات.

فلا يخلو -حقيقةً- أيُّ قول أو فعل لرسول الله من خُلقٍ كريم، وأدب رفيع، بلغ فيه الذروة، ووصل -بلا مبالغة- إلى قمة الكمال البشري، حتى في المواقف التي يصعب فيها تصوُّر الأخلاق كعاملٍ مؤثِّرٍ؛ وذلك كأمور الحرب والسياسة، والتعامل مع الظالمين والفاسقين والمحاربين للمسلمين والمتربصين بهم، وكذلك في تواضعه، وقيادته، وإعطائه الحقوق لأصحابها، وفي حلّهِ للمشكلات، كما كان أيضًا نِعْمَ الأب والزوج والصاحب.. الأمر الذي نستطيع أن نفهم منه قوله: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِمَ مَكَارَمَ الأَخْلاَقِ"[1].

فالعظمة في سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لا حدود لها.. لقد أثبت رسول الله أن القواعد المثالية الراقية التي جاءت في كتاب الله ما هي إلاَّ قواعد عملية قابلة للتطبيق، وأنها صالحة لتنظيم حياة البشر أجمعين، وأنها الدليل الواضح لمن أراد الهداية بصدق، كما كانت حياة رسول الله ترجمة صادقة لكل أمر إلهي، وقد صَدَقَت ووُفِّقت أم المؤمنين عائشة[2] -رضي الله عنها- في وصف أخلاق رسول الله عندما قالت: خُلق نبيِّ الله كان القرآن[3]، فكان كل ذلك دليل على صدق نبوته وكمال رسالته!

وكان خير قدوة وخير مَثَل لأصحابه؛ لذلك تعمَّق حبُّه في قلوبهم؛ حتى كان يتمنَّى أحدهم أن يفدي رسول الله برُوحه ولا يصاب بشوكة تؤذيه[4]. هكذا عاش محمد النبي في وجدانهم وضمائرهم، فكان حب صحابته له دليلاً أكيدًا على صدقه.

حب رسول الله
ما أحوجنا الآن إلى أن نُعيد حب رسول الله محمد إلى قلوبنا، فلا شكَّ أن محبَّة الرسول واجبة لا يماري في ذلك أحدٌ، ولكن أن تكون العاطفةُ فقط هي وحدها مظهرَ هذا الحبِّ والولاء، فهذا ما يحتاج منَّا إلى وقفة؛ لأنه حبٌّ يعتريه النقص، وما أسهل انهياره أمام أول طوفان يقابله!

فالحُبُّ الحقيقي للنبي يبدأ بمعرفتنا بسيرة رسول الله وهديه في كل شؤون حياته؛ فهو الأسوة والقدوة، فقد قال في مدحه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تطبيق ما عرفناه من سنته ونهجه في حياتنا بشكل كامل، واتّباع هَدْيِهِ في كل صغيرة وكبيرة، ولا نعني بذلك فقط أداء النوافل أو بعض العبادات، ولكن التطبيق الكامل لكل نهجه في العبادة والسياسة والاقتصاد والمعاملات والقضاء، بل وفي الترفيه والراحة. وأخيرًا تأتي الخطوة الثالثة المهمة التي تدلُّ على عمق حُبِّنا له، ألا وهي انطلاقنا إلى العالمين تعريفًا به وبسُنَّته في صورة حيَّة حركيَّة؛ امتثالاً لقول رسول الله: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً"[5].

فما أجمل أن يكون المسلم قدوة في العالمين بسلوكه وأفعاله! عندها ستقف كل الألسنة التي تذكر النبي بقول يُسيء إليه؛ لأنها ستعرف حقيقة دعوته من خلال سلوكنا وأفعالنا، فقديمًا قالوا: "عمل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل"[6].

والحقيقة التي لا مراء فيها أننا مقصِّرون تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأغلب العالم لا يعرف شيئًا عن أخلاق رسول الله محمد وإنسانيته وتعاملاته؛ فيظهر لذلك من حين لآخر هجوم فكري وإعلامي عنيف على شخصه.

وينظر المسلمون لهذا الهجوم نظرات متباينة؛ فمنهم من يقول: إن الهجوم على الإسلام أو على رسوله الكريم ليس إلاَّ حالات فردية لمن يبتغون الشهرة. في حين يرى آخرون أن وراءه من يحملون أحقادًا على الإسلام، ومنهم من يُلقي التبعة كلها على المسلمين وتخاذلهم في الدفاع عن النبي، والتعريف به شرقًا وغربًا.

ولكننا ونحن ننطلق لنقدم رسول الله للعالمين يجب أن نضع في أذهاننا كل هذه الأمور وتداخلها بشكل لافت للنظر؛ لكي نستطيع الوصول إلى العقلية الغربية التي تحتاج مِنَّا إلى جهد كبير لإزالة ما ترسَّخ فيها من قيم ومبادئ بعيدة كل البُعْدِ عن حقيقة الإسلام وعظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما يجب أن نضع في أذهاننا كذلك أن المجتمع الغربي ليس سواءً في تعامله مع الإسلام ورسول الله؛ فهناك العقلاء المنصفون، وهناك المغيَّبون الذين لا يدركون حقيقة الأمور.. وغيرهم، وألاَّ ننسى أن دعوتنا لهم يجب أن تنطلق من قول ربِّنا: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

فهيَّا بنا لِنُعَرِّف بالرسول شرقًا وغربًا، بفكر واعٍ ووسيلة مبتكرة، وبحبٍّ عميق ورغبة أكيدة في هداية البشرية جميعًا.

.................................................

بقلم د. راغب السرجاني

الهوامش ......

[1] الحاكم عن أبي هريرة (4221)، والبيهقي في سننه الكبرى (20571)،

[3] مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل... (746)، وأبو داود (1342)، والنسائي (1601)،

[4] قال زيد بن الدثنة لأبي سفيان: والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدًا في مكانه الذي هو في يصيبه شوكة تؤذيه. انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 2/172، وابن كثير: السيرة النبوية 3/128، والصالحي: سبل الهدى والرشاد 6/42، 11/431.

[5] البخاري عن عبد الله بن عمرو: كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3274)،

[6] انظر: المناوي: فيض القدير في شرح الجامع الصغير 1/104.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://series-vets.yoo7.com
 
الموضوع: عظمة الرسول ورسالته الخالدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموضوع: رجل ابكى الرسول وانزل جبريل مرتين
» الموضوع: أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
» الموضوع: أول سفراء الاسلام
» الموضوع: قصة اسلام دكتور أمريكى
» غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم "متجدد"..((غزوة مؤتة))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
series_vets.yoo7.com :: القسم الدينى-
انتقل الى: